أسئلة وأجوبة : أشعر برغبة شديدة في الزواج لكن لم يتقدم لي أحد!


السلام عليكم
   أنا بنت عمري 20 سنة لم أمارس الجنس على الإطلاق، ولكنني أشعر برغبة شديدة في الزواج وإقامة علاقة جنسية سليمة مع زوجي، ولكن لم يتقدم أي شاب لخطبتي حتى الآن، على الرغم من أنني فتاة جميلة وأدرس وسمعتي طيبة. ولكنني أشعر بشهوة كبيرة وأحلم بأن أحمل وأنجب طفلا يملأ لي حياتي فرحا. لم أتلق الحنان من والدي على الإطلاق!!
 عندما تأتي الجارات لزيارتنا لا أجلس معهن ولا مع غيرهن من الضيوف؛ لأني أشعر بالخجل الشديد ولا أرغب بزيارة أحد فماذا أفعل؟ وهل ما أشعر به يسمى فراغا عاطفيا أو رغبة جنسية أم هي مشكلة نفسية؟

الإجابة
بسم الله.. والحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله  أما بع
أسأل الله تعالى أن يوفقك للوصول إلى الحلول المناسبة، ونسأله تعالى أن يوفقنا للهدى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ونسأله سبحانه أن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه

أولا: هل المشكلة كبيرة
هذه الأمور التي تتحدثين عنها يقع فيها كثير من الشباب والفتيات، وهي مشكلة اجتماعية، أي أسباب تأخر سن الزواج، أو انتشار العنوسة، ولها أسباب عديدة، مالية واجتماعية، واقتصادية وسياسية، وهي ظاهرة منتشرة في عدة بلاد غنية إضافة للبلدان الفقيرة
والمشكلة التي تعانين منها يمكن أن يتم تناولها من خلال ثلاثة مسارات، أو هي مشكلة من ثلاثة فروع، أو تحتاج لحلول من ثلاث جهات، حل للمشكلة الإيمانية أولا، ثم مشكلة صحية أو جنسية، ثم مشكلة اجتماعية أو نفسية، وهي المشكلة الأهم والتي تعاني منها فتيات أكبر سنا منك
 وليس معنى هذا أن المشكلة يصعب حلها، أو هي مشكلة كبيرة، بل هي يسيرة بإذن الله تعالى، ولكن هذه إشارة مهمة إلى بيان أن وصف الحل المناسب  أو العلاج الناجع وحده لا يتم دون إرادة قوية من الفتاة لتنفيذ الحلول، والعلاج يحتاج إلى همة عالية منك لكي ينجح، ويحتاج إلى تطبيق عملي للحلول المناسبة المطروحة، ونريد منك عزيمة قوية مع محاولة زيادة الإيمان والسير على الأساليب التي سنطرحها لحل المشكلة، وأنا سأركز على بعض الجوانب الأساسية التي قد تضع الأسس السليمة للحلول الإيمانية، والتي لا يمكن أن تنفصل على العلاج النفسي أو الصحي

 ثانيا:  ما معنى عدم ممارسة الجنس؟
فأنا استغربت من خلال كلامك الذي  ذكرت فيه أو قلت: "لم أمارس الجنس على الإطلاق" ولم أفهم العبارة بدقة، وهي يتطرق إليها ثلاثة احتمالات، الأول: وصف حالتك الإيمانية من أنك فتاة محافظة تبتعد عن هذه الممارسات المنتشرة في بعض البلاد خاصة  الغربية والأوروبية، والثاني احتمال مستبعد، ولكنه قد يفهم منك كلامك: أنك تودين ممارسة الجنس قبل الزواج الشرعي، والزواج هجره الشباب المتساهل الذين يريدون ممارسة الحب بدون زواج أو قبل الزواج!. وحتى لو تساهلت الفتاة ولكنها لم تجذب نظر أحد الشباب إليها. والاحتمال الثالث: أنك تعيشين مترددة بين حالتين، حالة توقد الشهوة، والحالة الإيمانية لأن دينك يمنعك من هذه الممارسة الغير مشروعة
ولو كان الاحتمال الأول، وهو يثبت أنك فتاة مستقيمة قد تتعرض لإغراءات ولكنها تثبت وتسير على طريق الاستقامة، هذا الأمر ليس غريبا، أو كأنك تشكرين في نفسك أنك حافظت على عدم القيام بهذه الأفعال، بل هذا هو الأمر العادي، الذي يتفق مع أوامر الدين الإسلامي، وأخلاقيات الشعوب العربية، وتقاليد شعبكم الصابر، ولا ينبغي للمسلمة أن تقول ذلك، فممارسة الجنس لا يكون إلا بالطريقة المشروعة ومن خلال العلاقة الزوجية، أي بعد الزواج الشرعي
وأنا أعذرك وأعذر كل فتاة تتحدث بهذا المنطق نظرا لتعرض الشباب والفتيات للغزو الفكري القادم من الغرب ومنذ زمن طويل، ويستهدف إشاعة الفواحش، إضافة لأسباب داخلية متأثرة بالخارجية، وفيها يتم تحقيق إضعاف الشباب والقوة والحيوية، بإبعاد الشباب والفتيات عن التدين الصحيح، وإشغالهم بكثرة متابعة الأفلام الرومانسية ومشاهدة المسلسلات التي تدعو لممارسة الحب قبل الزواج، ويقصدون الجنس، أو التأثر بقراءة القصص الغرامية وتصفح المجلات التي تبيح هذه الأمور وتثير الشهوات، وتجيز الممارسة دون ارتباط شرعي رسمي بالزواج، ويعتبرون أن من يتمسك بدينة متخلفا ورجعيا! إضافة لكثرة الدخول على مواقع الإنترنت المثيرة للشهوات، أو المشاركة في غرف المحادثات بين الجنسين، وبعض الشباب يقع في ممارسة العادة السرية

:ثالثا: الفطرة السوية
f فأنت قلت: أنك في العشرين من عمرك، وتحبين الزواج، والحمل والإنجاب وهذه أمور تتفق مع الفطرة السوية، فلا مانع من التصريح بأنك فتاة وتحبين هذه الأمور الفطرية، ولكن ينبغي الإيمان بأن هذه الأمور وكل أمورنا تجري بقدر الله تعالى وأمره، "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" فلا بد من الإيمان بأن كل شيء خلقه الله بقدر وحكمة وقد لا يعلمها الإنسان، ومن شروط الإيمان، الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره كما في الحديث المتفق على صحته.
لكن يجوز لك أن تعبري عن رغبتك في الارتباط والزواج وممارسة الحب مع الزوج  الذي هو نصيب وقدر مكتوب، وإذا كانت عندك شهوة زائدة، أو لديك التطلع باستمرار لممارسة المعاشرة الزوجية لإطفاء الشهوة، وللحمل والإنجاب والإرضاع وتربية الطفل ومنحه الحنان والحب، فكل هذه أمور مشروعة، ولكن المشكلة في تأخر الارتباط، وأنت الآن في سن العشرين ولا يعتبر هذا تأخرا كبيرا، قد يكون فعلا تأخرا في بعض البلاد، دون غيرها، أو قد يختلف من الحضر إلى الريف، وفي العموم يجب أن نحاول أن نجيب على هذا السؤال، وهو كيف يصبر الشاب أو الفتاة على هذه الشهوة الجانحة التي يشعر بها؟ هذا هو السؤال؟ فكيف أقاوم شهوتي؟ أو أهذب قوتي الشهوانية، وكيف  كيف أشغل وقت فراغي بأمور تبعدني عن إثارة الشهوة، والتفكير فيها؟
رابعا: كيف أشغل نفسي وأبتعد عن إثارة الشهوة أو كثرة التفكير في هذه الأمور؟
وبالإجابة عن هذا السؤال السابق، يكون هو الحل الأساس الذي يحتاج إلى قوة الإرادة، وعلو الهمة والتصميم على عدم التعرض للشهوات، ومقاطعة كل ما يثير الغريزة الجنسية، ويلهب مشاعر الحب، والابتعاد عن الأمور التي تجعل الإنسان أسيرا للشهوة، أو صديقا للشيطان، الذي ينبغي أن نتخذه عدوا كما قال تعالى: "وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" وهنا بيان واضح بعدم تعريض النفس لكل ما يثير الشهوة، أو يهيج المشاعر، أو يقوي الشهوة، ومن سار في خطوة واحدة من هذه الخطوات قد يصل إلى التهلكة، أو يصير عبدا للشهوة، وكان بإمكانه أن يجاهد نفسه من البداية، ويجاهد الشيطان، وقد قال تعالى:"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ
ويحدث هذا بالتمسك بالقيم، والمبادئ، والسير في طريق الاستقامة، والابتعاد عن طريق الغواية، والعمل على زيادة الجرعات الإيمانية، وذلك بمجاهدة النفس وإلزامها طريق الاستقامة بفعل الطاعات، وإشغال النفس بأعمال البر والمشاركة في جمعيات خيرية نسائية تهدف لنشر أعمال البر دون اختلاط، أو تبرج، ودون أن تكون تابعة لجهات تتبنى مبادئ مخالفة لقيم الدين، وتعاليم الإسلام، وينجح المسلم أيضا في زيادة إيمانه بالمواظبة على أداء العبادات، خاصة الصلوات في أول وقتها، والعمل على زيادة الإيمان بحضور حلقات تحفيظ القرآن، أو حضور المحاضرات المفيدة، والاستماع للأشرطة النافعة والتي تدعو للرضا بما قسم الله تعالى للعبد
 وأيضا اللجوء للصيام الذي يكسر حدة الشهوة، أو يهذبها فالإسلام اعترف بوجود الشهوات، ولكنه وضع لها حلا يهذبها وسأعطيك العلاج الناجع والحل الفعال، ألا وهو العلاج النبوي المناسب جدا للشباب، فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة للزواج لمن ملك الباءة أي المؤهلات المالية والصحية والنفسية كما في هذا الحديث المتفق على صحته، وهذه رواية البخاري: دخَلتُ معَ عَلقَمَةَ الأسوَدِ على عبدِ اللهِ بن مسعود، فقال عبدُ اللهِ: كنا معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شبابًا لا نجِدُ فقال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يا معشرَ الشبابِ، منِ استَطاع الباءَةَ فلْيتزوَّجْ، فإنه أغضُّ للبصَرِ وأحصَنُ للفَرْجِ، ومَن لم يستَطِعْ فعليه بالصَّومِ، فإنه له وِجاءٌ
وعليك إشغال النفس بالأمور المفيدة، وملء وقت الفراغ، ومن الأمور التي تشغل الوقت بالمفيد أيضا متابعة الدورات العلمية الدراسية، أو مشاهدة القنوات الفضائية النافعة، أو التسجيل في دراسات إسلامية بعدة وسائل متاحة وميسرة في مواقع الإنترنت المحترمة، أو بعض المعاهد العلمية والشرعية، أو إشغال النفس بتعلم مهنة أو حرفة، أو المشاركة في أعمال منزلية، فكل هذا يشغل الوقت في أمور مفيدة وأعمال صالحة، ويجعل الإنسان يبتعد عن الشهوات، ويهجر المعاصي، ويترك الذنوب بقدر الإمكان، وإذا وقع في شيء منها، فعليه أن يذهب للأمور التي تزيد الإيمان، ويفعل العبادات والطاعات، ويتسابق للخيرات، ويقبل على فعل الحسنات التي تكفر السيئات وتمحو الذنوب، قال الله تعالى:"وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ، وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

خامسا: الخجل من تأخر سن الزواج
ذكرت مشكلة عدم الثقة، أو عدم القدرة على مواجهة الناس، وهذا نابع في الأساس من ضعف الإيمان، فلو جلست وتكلمت بأن هذا قدر ونصيب ومكتوب، وبلا خجل تقولين كل شيء بقدر، ويجب الإيمان والرضا بما قسم الله لك، وكوني مؤمنة بأن الأرزاق مقسومة، والآجال مضروبة وقد قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن روح القدس نفث في روحي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها" رواه ابن ماجه وصححه الألباني
 وأرجو عدم الانزعاج أو القلق، والذي قد يجعل الأهل يتعجلون في زواج البنت، فيقعون في التساهل في الارتباط بأي عريس يتقدم سواء كان مناسبا أو غير مناسب، وهذا أمر آخر يدل على ضعف الإيمان، وعدم الثقة فيما عند الله
 وأنت بدلا من أن تهجري الحوار النافع الذي يشغل وقتك، أو تقاطعي الأقارب، أو لا تجلسي مع الجيران، حاولي الاختلاط بالناس، والحوار مع الصديقات الصالحات، ومجالسة الجارات الطيبات، وهجر كل شخص يشغلك عن طاعة الله، أو التقصير في جنب الله
أما أن تخجلي من الحديث من الجيران كأنك قد ارتكبت ذنبا! فلا يجوز، وكأنك تخافين من أمر لا دخل لك فيه، وهذا فيه ضعف في الإيمان، وأرى تذكيرك بحل مناسب، ألا وهو: قبل حضور الجيران يمكنك أن تستدعي الأفكار الإيمانية، وتتذكري القواعد الربانية، وتعتزي بانتمائك للإسلام الدين العظيم الذي أوضح طريق الهداية، وبين أساليب الاستقامة، ووضع قواعد قرآنية،ومن أهمها ما ذكرته من أن كل شيء بقدر، والإنسان لا يعلم الخير أين هو، فقد يكون في تأخير الزواج قليلا للشاب أو الفتاة، وقد يكون في عدم الزواج مطلقا، والله يعلم وله حكمة قد لا يعلمها العبد، قال تعالى:"وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"سورة البقرة
 وإذا سببت لك هذه المشكلة لك الضيق وهجر الأصدقاء، والحل في أن تهجري صديقات السوء، وتحسني اختيار الجليسات الصالحات، وحتى إذا جلست مع نساء يعتبرن أن هذا الأمر بيد الفتاة، أو هو شطارة من بعض الفتيات ممن يتسابقن لإظهار المفاتن، والمبالغة في لبس الملابس الضيقة عند الخروج لإظهار الزينة وإبداء الأنوثة، أو لبس ملابس حشمة وليست هي الحجاب المشروع عند الخروج، ومع العلم أن الشاب الذي يختار الفتاة لجمالها، أو  لمجرد أن الفتاة تهتم بالشكل عند  الخروج، ولا تهتم بالأخلاق الحميدة، أو بحسن التعامل، يندم في المستقبل، ويعلم بعد فوات الأوان إلى أن الدين والخلق الحسن هو الدائم والنافع عند طول العشرة، وعند تربية الأولاد، وحفظ الأمانة، وفي الحديث الشريف: "فاظفر بذات الدين".  فالصديقة أو الجارة التي لا تؤمن بقدر الله أو النساء اللاتي لا يؤمنون بأن الزواج قسمة ونصيب، فعليك إما الابتعاد عنهم، أو محاولة إقناعهم بقيم وتعاليم الإسلام و تغليب الجانب الإيماني
وحتى إذا اجتمعت مع نساء يعتبرن أن هذا الأمر بيد الفتاة فلا بد من تغيير القناعات، وتصحيح المفاهيم، بأن تأخر سن الزواج لا يضر، حتى لو جلس الشاب بلا زواج، أو تأخرت الفتاة في الارتباط فقد يكون هذا الخير لها وهي لا تدري، ويمكن ضرب الأمثلة على حالات زواج وقعت بسبب تسرع الفتاة أو أهلها ولم يحسنوا الاختيار للزوج المناسب فندموا ندما شديدا، فخير للفتاة أن تجلس بلا زواج وترضى بما قسم الله لها من أن تتزوج بأي طريقة ثم تقع المصائب وتحدث الكوارث ولا ينفع الندم

وأخيرا: من الحلول المهمة
وقد تكون هذه المشكلة نوعا من الابتلاء الذي أنت واقعة فيه، من أنك تظنين أن المشكلة كبيرة، وإذا أرت الخروج سالمة من هذه المشكلة عليكِ أن تنظري لمصيبة غيرك فسوف تهون عليكِ مصيبتك، فالسليم ينظر لصاحب الابتلاء فيصبر ويشكر فالمبصر مثلا لو نظر للأعمى حمد الله على نعمة الإبصار، وهانت عليه المشكلة أو المصيبة التي نزلت به. وفي الحديث الصحيح: (انظروا لمن هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم) رواه مسلم، فلو قارنت حالك أو مشكلتك بحال من تعرض لمصائب أشد، فسوف تتقبلين المشكلة وتنجحي في حلها بإذن الله تعالى
 وعليك أيضا اللجوء إلى الله تعالى بصدق، والتوجه إليه بالدعاء بإخلاص لكي يخلصك من هذه الهموم، ويثبتك على طريق الاستقامة، وأن يشرح صدرك ويفرج همك، ويجعلك راضية بقضاء الله وقدره، وراضية بنصيبك. وهذا هو الحل النهائي، بالاجتهاد في الدعاء، بل هو الحل الأكيد والسبيل الوحيد خصوصا في أوقات الإجابة، مثل ثلث الليل الأخير أو الدعاء أثناء الصلاة في جوف الليل مع معرفة شروط استجابة الدعاء وآدابه
واللجوء إلى الله تعالى هو النجاة في أشد الظروف وفي أحلك اللحظات فركعات السحر تسكب في القلب أنساً وراحة وشفافية، وما أحوج الإنسان لخلوة بربه، ومولاه، لكي يناجيه، ويدعوه، ويتلذذ بالتعبد بين يديه، والتقرب إليه، يستمد منه العون والتأييد، يستلهم منه التوفيق، ويسترشد به ملامح الطريق، ويسأله أن يوفقه لحل مشكلاته
فكم من مشكلات لم نجد لها حلا إلا باللجوء إلى الله وقت السحر يعني في الثلث الأخير من الليل، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟! من يسألني فأعطيه؟! من يستغفرني فأغفر له" رواه البخاري ومسلم
والله يوفقك للصمود في وجه المشكلات، ونسأل الله تعالى لنا ولكم الصبر والتوفيق والثبات على تقوى الله تعالى، والاستقامة على أوامره (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)الطلاق: 2, 3
Tags